التنمُّر، يعني في الأصل تعمُّد الإيذاء سواءاً كان لفظياً، جسدياً تجاه فردٍ ما.
و يكون في العاده موجهاً من فردٍ أو مجموعه. من أسوأ نتائجه إحداث الضرر النفسي غير المباشر عن طريق إيقاع الضرر المباشر.
قد تكون له أشكالٌ عده،
أبسطها الإيذاء الجسدي أو اللفظي المباشر
و قد يتطور ليتخذ شكلاً جديداً عبر استخدام الرسائل الالكترونيه لإيقاع الضرر اللفظي أو نشر الشائعات عن المستهدفين بغية تشويه سمعتهم
و الانتقاص منهم بشكلٍ جماعي.
شخصية المتنمر، مثيرةٌ للاهتمام ففي العاده يتصف المتنمر بحب السيطرةِ و الهيمنه، و سرعة الغضب و التهور في فهم الأمور بشكلٍ خاطيء. قد يكون سبب اتخاذ الشخصية المتنمِّره هذا المنهج في التعامل القاسي مع الآخرين نتيجةً للشعور بنقص الذات فيبحث دوماً عن التعويض عن طريق الإنتقاص من قدر الآخرين.
هذه الأيام مع اتساع رقعة تأثير الرسائل الالكترونيه على المجموعات و نظراً لسهولته، أضحى الأمر معتاداً.
فمع توفير الغطاء اللازم للمعاناه المرضيه التي تعانيها الشخصية المتنمِّره، و مع سهولة العثور على ضحيةٍ ما، أصبح من السهولةِ بمكان أن يمارس المتنمِّر هوسهُ المرضي في اتخاذ السخريه مثلاً وسيلةً للإنتقاص من الآخرين.
نعرف جيداً أن السخريه من الأفكار أمرٌ طبيعي قد يتخذه البعض في سبيلِ الإضحاك لا غير،
لكن الأمر المثير للاهتمام عند المتنمِّر أن السخريه تتخذ عنده منحىً شخصياً ينتقص من الضحيه بشكلٍ شخصي مبالَغٌ فيه. إلى حدٍ قد يصل إلى تفاصيل الحياة الشخصيه، أو المظهر الخارجي بشكلٍ مستمر و متكرر.
عندها تتحول السخريه من وسيلةٍ للإضحاك البريء إلى وسيلةٍ للانتقاص البشع من شخص المُستَهدف، و مع تكرار هذا الأمر يتحول الأمر إلى وسيلةٍ لاكتساب المجد و الشهره المؤقته التي تضفي على الشخصيةِ المتنمِّره زهواً و ثقةً في النفس تكون مفقوده في أغلب الأحيان.
ما يشد الانتباه في الآونة الأخيره، هو استحسان الجماهير و انسياقهم وراء الشخصيات المتنمِّره في فضاء مواقع التواصل، من السهل جداً أن يتحركون مع إشاعه مثلاً نظراً لاتساع رقعة التأثير و الاصطدام بخبرٍ ما.
ما يبرر شعبية الشخصيات المتنمِّره هو الفراغ الموجود عند الأتباع أو الجماهير، فمع حب المتنمِّرين للسيطره و خروج انتقاصهم للأشخاص عن المألوف نجدهم ينجحون فعلاً في تكوين تأثيرٍ يُنتِج تكتلاتٍ تتفاعل بوتيرةٍ واحده مجتمعه و متجهه ضد المستهدَف، و كما هو معروف في علم النفس الجماهيري أن الجماهير تنفعل بدون تفكير فنجد هذه الحقيقه واضحه مع كل انتقاصٍ جماعي يوجهه المتنمِّرون تجاه أهدافهم.
التعامل الأمثل مع المتنمِّرين يكون كالتالي:
١- في العاده المتنمِّر يسعى للانتقاص الشخصي ليعوِّض نقصه، و ذلك ليشعر بالزهو كما أسلفنا.
لا تعطِه هذه اللذه، تجاهله............ردة فعلك تجاه هذا الانتقاص يجب أن تتصف بالبرود الشديد،
و اتخاذ الاجراء اللازم لإبعاد التأثير إن ألزم.
٢- قد يمر المتنمِّر بخبرات قاسيه في التعرض للتنمُّر سابقا، بمعنى أنه كان الضحيه يوماً ما، لذلك فانتقاصه من الآخرين هو نتيجةٌ لتجربةٍ مريره تعرض لها سابقاً.
٣- في الحالات المستعصيه يحاول المتنمِّر الى مراقبة هدفه لرؤية تأثيره عليه، فإذا عرف أن هدفه قد ظهر تأثيره عليه كان ذلك علامةً لانتصاره المزعوم، و لتحرمه من لذة الانتصار تجنب إظهار التأثر، أو تصرَّف بشكلٍ مغاير لما يتوقعه منك.
فسيبذل بالتأكيد المزيد من الجهد في سبيل استفزازك، لكن حاول أن تستجمع قواك لمواجهة المواقف المماثله بهدوء.
٤- ان كان لابد من المواجهه، حاول أن تستخدم ألفاظاً ذكيه لقلب الطاولة عليه. الشخصية المتنمِّره عند الهجوم لا تتصف بالذكاء، هي تسعى فقط لإحداث الضرر و رؤية التأثير بغية الشعور بالانتصار، قد تجد منطقاً غبياً تتبعه هذه الشخصيه في تفسير الأمور التي قد يتخذها مَمسكاً. تحلى بالرويّه، ستجد بالتأكيد بعضاً
من الغباء و التهوُّر في منهج الفهم و التفسير.
٥- لا يجرؤ المتنمِّر على الاقتراب من الشخصيات التي تملك الكثير من الصداقات و ذلك لأنه يخشى الانتقام أو زوال التأثير بوجود المدافعين عنك ما يسعون إليه هو استفزازٌ سريع ناجح.
و لا يتحقق ذلك بوجود الكثير من المدافعين عنك (أصدقاؤك) لأن ذلك سيستنزف طاقتهم بسرعه.