فقط لأنك تخرجت من الجامعه و حصلت على وظيفةٍ حديثاً فهذا لا يعني أبداً أنك تعلمت كل شيء، بقي أمامك الكثير لتتعلمه.
ستجد مسؤوليةً ملقاةً على عاتقك كونك أحد الموظفين الشباب الذين تستثمر شركتك أو منظمتك في طاقتهم الانتاجيه الكبيره و مواهبهم المتنوعه. هذا سيضعك أمام تحدٍ مستمر لإثبات نفسك كموهبةٍ محترفه تستحق الدعم.
سأستعرض هنا بعض الصفات التي يتوقعها منك رؤسائك و مجتمعك الوظيفي و خصوصاً إذا كنت تعمل لدى منظمةٍ تهدف إلى إثرائك تقنياً و عملياً لتصل إلى مستوىً متقدم من الاحترافيه خلال وقتٍ قصير.
١- كن صادقاً:
ستواجه أحياناً بعض المتاعب كالتأخير مثلاً أو عدم تمكنك من حضور الاجتماعات نظراً لأنك لم تخطط لها جيداً، ستكون هذه الظروف مغريه لتختلق أعذاراً أو لتلوم الآخرين.
كن صادقاً ببساطه
"اعتذر و وضح أنك لم تخطط لهذا الأمر جيداً"
تحرّي الصدق حتى في الأمور التافهه أفضل بكثير من التضحية بمصداقيتك بشكلٍ عام.
٢- تقبل النقد:
لا أحد يحب أن يُنتَقَد، قد يتحسس البعض من هذا الأمر لكن تذكر أنك في مرحلةٍ الأخطاء فيها واردةٌ كثيراً، و تعلمك أيضاً لا يتم أحياناً الا بارتكاب الأخطاء. لذا كن متقبلاً للنقد لأن فيه توضيحٌ لأخطائك، حتى و إن كان النقد جارحاً
لا ينبغي عليك أن تنفعل فمن كان جارحاً في نقدك
و أنت في هذه المرحلة المتقدمه
سيتوقع منك تكراره و لذلك
لا تعطِه هذه الفرصه.
٣- كيف تبدأ محادثه:
الكثير قد لا يعتاد على الجو الرسمي بسرعه و الكثير أيضاً قد يجدون صعوبةً في الحديث مع الغرباء مثلاً. كن واعياً إلى أن المحادثات الوديه في المؤتمرات
و الاجتماعات التي تجمع مجموعةٍ معينه من المهتمين في مجالٍ معين هي فرصه لتكوين علاقاتٍ عمليه تختصر الكثير من الوقت و الترتيبات. لذا تشجع قليلاً لا تخف لا أحد سيحكم عليك كونك جديداً في المجال أو ما شابه بالعكس سيطرح هذا فرصةً أمام المهتمين من جهاتٍ أخرى للتعاون معك لتقوية الشراكه بين منظمتك و بين المنظمات الذين أتوا منها.
٤- إذا أردت شيئاً فاطلبه:
قد يجد البعض صعوبةً كبيره في طلب بعض الأشياء المتعلقة بأعمالهم كترقية أو زيادةٍ في الراتب على سبيل المثال. عليك أن تستوعب أنك ما دمت مستحقاً لطلبك فلك الحق أن تطلبه، و إن لم تطلبه فلن تستحق الحصول عليه.
لذلك عود نفسك أن تطلب ما تستحق في أمورك الشخصيه مثلاً كبدايه
"تخفيض للسعر عند البائع" سيفتح ذلك الطريق أمامك لرؤية إمكانياتك في المفاوضه و تطوير مهاراتك فيها أيضاً.
٥- لا تخلف وعدك:
وعودك هي مفتاح تزويدك بالثقه،
و لذلك إن اتخذت على نفسك وعداً فابذل أقصى
ما تستطيع لتنفيذه. قد تعد رؤسائك مثلاً بإنجاز مهمةٍ ما في وقت معين و لذلك فينبغي أن تخطط لذلك جيداً حتى و إن حصل بعض التأجيل البسيط في إنجاز إن كانت تحتمل التأخير فالأهم أنك تمكنت من إنجازها. أما بالنسبةِ للمهام التي ترتبط بوقتٍ حساس فينبغي عليك أن تقيس مهامك و جدول أعمالك لترى إن كنت تستطيع تنفيذها في الوقت المحدد أم لا، عندها يمكنك القبول بها أو الرفض أو تسليم بعض المهام الأخرى لزملائك لإحلال هذه المهمه مكانها.
٦- تحدث تُعرَف:
الخجل من الحديث في الاجتماعات لن يساعدك كثيراً على أن تكون معروفاً أمام إدارتك. لا تتحدث في كل شيء او أي شيء، تمهل قليلاً إن وجدت موضوعاً تملك فيه خبرةً سابقه تحدث عنه، كذلك بالنسبة لأفكارك التطويريه لا تتحدث عنها بسرعه تمهل أيضاً لتقيمها ثم تحدث عنها بدون خجل، تذكر لن يحكم عليك أحدهم لسبب قلة خبرتك في هذه الفتره أنت موجود لتكوِّن لنفسك سمعةً احترافيه لا تُنشَأ
إلا بالتعلم و المحاوله.
٧- تعلم أن تتشافى بسرعه:
في هذه الفتره الحساسه و التي تمثل بداية مسارك المهني قد تتعرض إلى بعض الإحباطات
و المحاولات الفاشله على الصعيد الشخصي
و العاطفي، حاول ألا يؤثر عليك هذا الأمر سلباً عملياً. تجاربك السابقه تمثل اختبارات ترى فيها نفسك بوضوح من ناحية هذه النقطه. تعلم منها
و قيم نفسك جيداً افعل ما تراه مناسباً لتواجه هذه الاحباطات "طلب اجازه، السفر....الخ"
المطلوب منك كمحترف، أن تفصل حياتك العاطفيه عن أدائك العملي، بالتأكيد سيكون أمراً صعباً في البدايه لكنه يستحق المحاوله. فالنجاح و النهوض بعد الأزمات يقويك و يخلق ثقةً عاليةً في نفسك.
٨- تعلم أن تظهر بمظهرٍ جيد على الطاوله:
بعض الاجتماعات ستُرتَّب على موائد الطعام "الفاخره"، في موقفٍ مماثل ستكون ممثلاً لمنظمتك لذلك عليك أن تعي جيداً أن بعض التصرفات
"كلعق الأصابع، التكلم أثناء المضغ، .....الخ"
تصرفاتٌ منفِّره جداً قد تتفاجأ إذا قلت لك أن بعض المدراء قد ينهون اجتماعات مماثله لأنهم شاهدوا تصرفاتٍ منفره، هذا قد يحدث أحياناً.
كن حذراً في تقصي طبيعة من تجتمع معه
و مكان الاجتماع كي تظهر بمظهرٍ لائق.
٩- كيف تدير غضبك :
الكل يعرف أن الغضب قد يجرك لانفعالٍ سييء تجاه زملائك أو عملك، لكن هل فكرت يوماً أن بإمكانك توجيه هذا الغضب بشكلٍ فعال.
بعض الأبحاث اقترحت أن الغضب يمكن توجيهه بشكلٍ فعال لكن ينبغي أن يُسيطَر عليه في البدايه
قد يدفعك غضبك في تحسين الأشياء و المضي قدماً في تحقيق المهام الموكَلةُ لك، لكن لن يحدث ذلك في بداية ثورته بل سيتوجب عليك أن تهدأ أولاً، و تبتعد عن مسببات الغضب، ثم تبدأ بوضع الحلول العاجله
و الحاسمه لإنجاز المهام بفعاليه.
١٠- إدارة وقتك هي ما سيصنع أسلوبك:
حاول أن تتعلم كيف تدير يومك بشكلٍ منجز، لأن هذا الأمر سيكون أسلوبك العملي الذي تُعرَف به.
قسم يومك إلى أرباع أو أثلاث، خصص أول قسم للرد على المراسلات أما الثاني لبحثك عن المعلومات المساعدة لك على إنجاز مهامك "اتصالات، مراسلات، الاطلاع على قواعد البيانات.....الخ" أما القسم الثالث خصصه لإنجاز مهامك المطلوبه في وقتٍ مؤجل، لا مانع من تخصيص الجزء الأخير في انجاز الطلبات المستعجله المطلوبه في اليوم التالي أو دمجها مع الجزء السابق إذا كانت لا تحتمل التأجيل.
كانت هذه أبرز المهارات التي تعلمتها شخصياً بغية الظهور كمحترفٍ شاب و أبرز ما يتوقعه منك رؤسائك لتستحق دعمهم. تذكر أنك في هذه المرحله تكون أسلوبك العملي الذي سيعتمد عليه رؤسائك في المستقبل. لا تتردد في سؤال من كان لهم خبرةٌ طويله في تقييم المحترفين الشباب فمن خلال خبرتهم سيتضح لك الكثير من الأمور الغائبةُ عنك.
أتمنى لك التوفيق يا صديقي.