تخيل أنك تمتلك مصنعاً للحليب و تعاونت مع شركةٍ معينه توفر لك الإعلان على لوحاتها، فجأه قيل أن الإعلان في هذه الشركه تترتب عليه مفسدةً عظيمه.
و ذلك لأن جزءاً من الشركات و المصانع التي تعلن على لوحاتها تستخدم صوراً للنساء قد لا تكون مقبوله عند فئةٍ معينه من زبائنك. فلنفترض أنك اتخذت قراراً بالتوقف عن الإعلان لدى تلك الشركه.
تبين بعد ذلك أن شركة الإعلانات تلك رعت مشروعاً اجتماعياً نافعاً أصبح حديث المجالس. ناقشت فيه قضيةً حساسه أثارت المجتمع و ساعدت نوعاً ما على تصحيح مفاهيم كانت غائبه عن شريحةٍ
كبيرةٍ منه.
تسبب ذلك المشروع في اكتساب شهرةٍ واسعه لتلك الشركه، و معدلات مشاهدةٍ كبيره لإعلاناتها.
فلنقل أنك لم تعاني كثيراً من ناحية مبيعاتك
و نتائجها لكنك اكتشفت بعد نهاية موسمٍ ما أن مبيعاتك انخفضت عما كانت عليه.
و ذلك لأن مصنعاً منافساً سبقك في الوصول الى شريحةٍ كبيره من المستخدمين جراء انفجار الشهره الذي شهدته إعلاناتهم في تلك الشركه. تخيل أنك تملك نفس المنتَج و قد سبقت منافسك في الحصول عليه لكن إعلاناتك مع شركةٍ بديله لم تسعفك في الوصول إلى شرائح أعرض من المستخدمين.
الزخم الإعلامي قد يكون عاملاً مساعداً في تسويق منتَجٍ ما، بالتأكيد أن تأثير بعض الفئات على غيرها كبيرٌ جداً لكن ما فائدةُ هذا التأثير إن لم يصاحبه زخمٌ في نقله و التأثر به ؟! ما فائدة ذلك التأثير إذا كان ظاهرياً فقط بشكلٍ لا واعي؟!
ما فائدة ذلك التأثير إن كان فقط لتصفية حساباتٍ متهوره ؟!
تخيل انك اكتشفت فيما بعد أنك بقرارك هذا أرضيت ١٠ مليون من عملائك القدامى على حساب ضعف ذلك الرقم من العملاء الجدد المحتملين، أحياناً إبهارك لعميلٍ جديد يصنع منه لوحةُ إعلاناتٍ بشريه للتسويق لمنتجك.
لا أقول أن قرارك كان خاطئاً فبالتأكيد قد اتخذته بعد دراسه، لكن ألم يكن جديراً بك توظيف ذلك الزخم لخدمتك، بدلاً من أن ترضي نسبةً قد تكون مؤثرةً تأثيراً ظاهرياً فقط ؟! ألم يكن بمقدورك أن تزيح تلك النظرة السيئه عن واجهة إعلاناتك بخدمتك و رعايتك المتقدمه لزبائنك الجدد؟!
أعتقد أن أي إدارةٍ ما تسعى لأن يكون الوضع أحسن مما يجب، وذلك لأننا نعي جيداً أن الوصول الى قمةِ شيءٍ ما ليس صعباً لكن المحافظةُ عليها صعبٌ جداً................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق