التواصل الشفهي من أقدم الوسائل التي استخدمها الانسان لإيصال أفكاره و آرائه،
جميعنا نتشارك الكثير من المحادثات الشفهيه مع غيرنا يومياً، لكن هل وصلنا إلى النقطه التي نكون فيها متأكدون أن موضوعنا مشوِّقٌ للطرف الآخر؟! هل تواصلنا يحقق الفائدة المرجوّةُ منه؟! هل يشعر الطرف الآخر بالارتياح في تواصله معنا أم أننا نمارس بعض الأخطاء التي قد تنفر بعضهم من التواصل معنا ؟!
بالتأكيد ستدور بخلدك كل هذه التساؤلات السابقه لأنها من أهم النقاط التي نستشف من خلالها نتيجة تواصلنا الحالي.
قد لا ينتبه الكثير للمهارات التي ينبغي أن تتوافر فينا ليكون تواصلنا الشفهي بالغ التأثير و مريحاً للطرف الآخر، لكن هذه المهارات أصبحت بلا شك من أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في أصحاب المناصب القياديه و حتى في حياتنا الخاصه كأناس عاديون يضطرون لأن يتواصلون شفهياً مع غيرهم.
العالم النفسي مارتي نوميكو في مقالٍ له في مجلة Psychology Today
اقترح ثلاث نقاط ينبغي علينا مراعاتها في تواصلنا الشفهي مع الآخرين ليكون مؤثراً، مريحاً و مفيداً.
سأوردها بعد قليل..........
المحادثات عباره عن لعبه:
يقترح نيمكو أن يكون الحديث عمليةً تبادليه من الطرفين، التواصل الفعال لا يستحوذ فيه أحد الأطراف بـ ٧٠٪ من الوقت المخصص للمحادثه و لتجنب الملل لا ينبغي أن يستفرد طرفٌ واحد بأغلبية الوقت أثناء المحادثه، ذلك الأمر سيظهر الأخير كأناني محبٌ للسيطره و لا يسعى أبداً للسماع من الطرف الآخر.كذلك التقليل من الحديث في موضوعٍ معين علامةٌ على أن الموضوع غير مشوّقٍ أو مهم للطرف الآخر، من الأفضل أن يتغير الموضوع لأن الحديث في نفس الموضوع عندها سيكون مضيعةً للوقت و الطاقه.
إشاره خضرا، صفرا، بعدها اسكت:
من المؤكد أن أول ٣٠ ثانيه من المحادثه سيظهر الطرف الآخر اهتماماً بالفكرة التي تطرحها "اشاره خضرا"
تعقبها بعد ذلك مرحلة المعالجه بعد تلك الثواني الأولى يبدأ الاهتمام يزول تدريجياً و تستمر هذه العمليه حتى نهاية الدقيقة الأولى، "اشاره صفرا" عندها يبدأ الطرف الآخر بتجهيز الرد "اشاره حمرا" و لذلك لجعل حديثك أكثر تشويقاً و فكرتك أكثر جاذبيه خلال هذه الفتره المرحله أن تنهيها بسؤال أو استبيان لرأي الطرف الآخر أو أن تجهز نفسك للرد المتوقع. لذلك ينبغي عليك أن تتعود على معرفة المدى الزمني الذي يعطيك الطرف الآخر فيه اهتمامه، عادةً للأشخاص الذين تقابلهم لأول مره تكون هذه القاعده مفيده، قد يختلف هذا المدى من شخصٍ لآخر لكن معرفته مؤثرةٌ جداً على مجرى الحديث و تبيين أهمية الفكره.
قانون السكوت:
المحادثات المؤثره لا تكون بشكلٍ عجول في العاده، من الأفضل لترتيب أفكارك و تناسقها أن تصمت لثانيةٍ واحده تنظم فيها ردك المنطقي، لا أحد يحبذ المقاطعه فذلك قد يُشعِر الطرف الآخر أن النقطه التي أثارها لا أهمية لها قد يكون ذلك محفزاً قوياً لإنهاء الحديث أو المقابله، التوقف لن يساعدك فقط على تنظيم أفكارك بل سيشعر المحيطين بك أنك مهتمٌ جداً بما يثيرون من نقاط و تلك ستكون نقطةً قويه في صالح تواصلك الشفهي ليكون مؤثراً.
كانت هذه أهم المهارات التي ينبغي أن نكتسبها أثناء تواصلنا الشفهي حسب نيمكو،
و كما أسلفنا التواصل الشفهي من أهم وسائل التواصل بل و أنجعها، في جتماعاتنا العمليه أو في حياتنا الخاصه.
قد يثير موضوعٌ ما فضولنا و نجد ذلك جلياً في تفاعلنا الشفهي مع صاحبه، لكن إن لم نعرف بعض المهارات
التي تصاحب تفاعلنا هذا قد لا نُوَفّق في إيصال ما نفكر فيه للطرف الآخر بالشكل المطلوب..............