الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

كيف أكون متحدثاً مؤثراً....









التواصل الشفهي من أقدم الوسائل التي استخدمها الانسان لإيصال أفكاره و آرائه، 

جميعنا نتشارك الكثير من المحادثات الشفهيه مع غيرنا يومياً، لكن هل وصلنا إلى النقطه التي نكون فيها متأكدون أن موضوعنا مشوِّقٌ للطرف الآخر؟! هل تواصلنا يحقق الفائدة المرجوّةُ منه؟! هل يشعر الطرف الآخر بالارتياح في تواصله معنا أم أننا نمارس بعض الأخطاء التي قد تنفر بعضهم من التواصل معنا ؟! 
بالتأكيد ستدور بخلدك كل هذه التساؤلات السابقه لأنها من أهم النقاط التي نستشف من خلالها نتيجة تواصلنا الحالي. 

قد لا ينتبه الكثير للمهارات التي ينبغي أن تتوافر فينا ليكون تواصلنا الشفهي بالغ التأثير و مريحاً للطرف الآخر، لكن هذه المهارات أصبحت بلا شك من أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في أصحاب المناصب القياديه و حتى في حياتنا الخاصه كأناس عاديون يضطرون لأن يتواصلون شفهياً مع غيرهم.

العالم النفسي مارتي نوميكو في مقالٍ له في مجلة Psychology Today
اقترح ثلاث نقاط ينبغي علينا مراعاتها في تواصلنا الشفهي مع الآخرين ليكون مؤثراً، مريحاً و مفيداً. 
سأوردها بعد قليل..........

المحادثات عباره عن لعبه:
يقترح نيمكو أن يكون الحديث عمليةً تبادليه من الطرفين، التواصل الفعال لا يستحوذ فيه أحد الأطراف بـ ٧٠٪ من الوقت المخصص للمحادثه و لتجنب الملل لا ينبغي أن يستفرد طرفٌ واحد بأغلبية الوقت أثناء المحادثه، ذلك الأمر سيظهر الأخير كأناني محبٌ للسيطره و لا يسعى أبداً للسماع من الطرف الآخر.كذلك التقليل من الحديث في موضوعٍ معين علامةٌ على أن الموضوع غير مشوّقٍ أو مهم للطرف الآخر، من الأفضل أن يتغير الموضوع لأن الحديث في نفس الموضوع عندها سيكون مضيعةً للوقت و الطاقه. 

إشاره خضرا، صفرا، بعدها اسكت:
من المؤكد أن أول ٣٠ ثانيه من المحادثه سيظهر الطرف الآخر اهتماماً بالفكرة التي تطرحها "اشاره خضرا"
تعقبها بعد ذلك مرحلة المعالجه بعد تلك الثواني الأولى يبدأ الاهتمام يزول تدريجياً و تستمر هذه العمليه حتى نهاية الدقيقة الأولى، "اشاره صفرا" عندها يبدأ الطرف الآخر بتجهيز الرد "اشاره حمرا" و لذلك لجعل حديثك أكثر تشويقاً و فكرتك أكثر جاذبيه خلال هذه الفتره المرحله أن تنهيها بسؤال أو استبيان لرأي الطرف الآخر أو أن تجهز نفسك للرد المتوقع. لذلك ينبغي عليك أن تتعود على معرفة المدى الزمني الذي يعطيك الطرف الآخر فيه اهتمامه، عادةً للأشخاص الذين تقابلهم لأول مره تكون هذه القاعده مفيده، قد يختلف هذا المدى من شخصٍ لآخر لكن معرفته مؤثرةٌ جداً على مجرى الحديث و تبيين أهمية الفكره.

قانون السكوت: 
المحادثات المؤثره لا تكون بشكلٍ عجول في العاده، من الأفضل لترتيب أفكارك و تناسقها أن تصمت لثانيةٍ واحده تنظم فيها ردك المنطقي، لا أحد يحبذ المقاطعه فذلك قد يُشعِر الطرف الآخر أن النقطه التي أثارها لا أهمية لها قد يكون ذلك محفزاً قوياً لإنهاء الحديث أو المقابله، التوقف لن يساعدك فقط على تنظيم أفكارك بل سيشعر المحيطين بك أنك مهتمٌ جداً بما يثيرون من نقاط و تلك ستكون نقطةً قويه في صالح تواصلك الشفهي ليكون مؤثراً. 


كانت هذه أهم المهارات التي ينبغي أن نكتسبها أثناء تواصلنا الشفهي حسب نيمكو، 
و كما أسلفنا التواصل الشفهي من أهم وسائل التواصل بل و أنجعها، في جتماعاتنا العمليه أو في حياتنا الخاصه. 
قد يثير موضوعٌ ما فضولنا و نجد ذلك جلياً في تفاعلنا الشفهي مع صاحبه، لكن إن لم نعرف بعض المهارات 
التي تصاحب تفاعلنا هذا قد لا نُوَفّق في إيصال ما نفكر فيه للطرف الآخر بالشكل المطلوب..............

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

١٠ نقاط لتكون محترفاً شاباً تعتمد عليه منظمتك.




فقط لأنك تخرجت من الجامعه و حصلت على وظيفةٍ حديثاً فهذا لا يعني أبداً أنك تعلمت كل شيء، بقي أمامك الكثير لتتعلمه. 

ستجد مسؤوليةً ملقاةً على عاتقك كونك أحد الموظفين الشباب الذين تستثمر شركتك أو منظمتك في طاقتهم الانتاجيه الكبيره و مواهبهم المتنوعه. هذا سيضعك أمام تحدٍ مستمر لإثبات نفسك كموهبةٍ محترفه تستحق الدعم. 

سأستعرض هنا بعض الصفات التي يتوقعها منك رؤسائك و مجتمعك الوظيفي و خصوصاً إذا كنت تعمل لدى منظمةٍ تهدف إلى إثرائك تقنياً و عملياً لتصل إلى مستوىً متقدم من الاحترافيه خلال وقتٍ قصير.

١- كن صادقاً: 
ستواجه أحياناً بعض المتاعب كالتأخير مثلاً أو عدم تمكنك من حضور الاجتماعات نظراً لأنك لم تخطط لها جيداً، ستكون هذه الظروف مغريه لتختلق أعذاراً أو لتلوم الآخرين.
كن صادقاً ببساطه
"اعتذر و وضح أنك لم تخطط لهذا الأمر جيداً"
تحرّي الصدق حتى في الأمور التافهه أفضل بكثير من التضحية بمصداقيتك بشكلٍ عام. 

٢- تقبل النقد: 
لا أحد يحب أن يُنتَقَد، قد يتحسس البعض من هذا الأمر لكن تذكر أنك في مرحلةٍ الأخطاء فيها واردةٌ كثيراً، و تعلمك أيضاً لا يتم أحياناً الا بارتكاب الأخطاء. لذا كن متقبلاً للنقد لأن فيه توضيحٌ لأخطائك، حتى و إن كان النقد جارحاً
لا ينبغي عليك أن تنفعل فمن كان جارحاً في نقدك
و أنت في هذه المرحلة المتقدمه
سيتوقع منك تكراره و لذلك
لا تعطِه هذه الفرصه. 

٣- كيف تبدأ محادثه: 
الكثير قد لا يعتاد على الجو الرسمي بسرعه و الكثير أيضاً قد يجدون صعوبةً في الحديث مع الغرباء مثلاً. كن واعياً إلى أن المحادثات الوديه في المؤتمرات
و الاجتماعات التي تجمع مجموعةٍ معينه من المهتمين في مجالٍ معين هي فرصه لتكوين علاقاتٍ عمليه تختصر الكثير من الوقت و الترتيبات. لذا تشجع قليلاً لا تخف لا أحد سيحكم عليك كونك جديداً في المجال أو ما شابه بالعكس سيطرح هذا فرصةً أمام المهتمين من جهاتٍ أخرى للتعاون معك لتقوية الشراكه بين منظمتك و بين المنظمات الذين أتوا منها. 

٤- إذا أردت شيئاً فاطلبه:
قد يجد البعض صعوبةً كبيره في طلب بعض الأشياء المتعلقة بأعمالهم كترقية أو زيادةٍ في الراتب على سبيل المثال. عليك أن تستوعب أنك ما دمت مستحقاً لطلبك فلك الحق أن تطلبه، و إن لم تطلبه فلن تستحق الحصول عليه. 
لذلك عود نفسك أن تطلب ما تستحق في أمورك الشخصيه مثلاً كبدايه
"تخفيض للسعر عند البائع" سيفتح ذلك الطريق أمامك لرؤية إمكانياتك في المفاوضه و تطوير مهاراتك فيها أيضاً. 

٥- لا تخلف وعدك: 
وعودك هي مفتاح تزويدك بالثقه،
و لذلك إن اتخذت على نفسك وعداً فابذل أقصى
ما تستطيع لتنفيذه. قد تعد رؤسائك مثلاً بإنجاز مهمةٍ ما في وقت معين و لذلك فينبغي أن تخطط لذلك جيداً حتى و إن حصل بعض التأجيل البسيط في إنجاز إن كانت تحتمل التأخير فالأهم أنك تمكنت من إنجازها. أما بالنسبةِ للمهام التي ترتبط بوقتٍ حساس فينبغي عليك أن تقيس مهامك و جدول أعمالك لترى إن كنت تستطيع تنفيذها في الوقت المحدد أم لا، عندها يمكنك القبول بها أو الرفض أو تسليم بعض المهام الأخرى لزملائك لإحلال هذه المهمه مكانها. 

٦- تحدث تُعرَف: 
الخجل من الحديث في الاجتماعات لن يساعدك كثيراً على أن تكون معروفاً أمام إدارتك. لا تتحدث في كل شيء او أي شيء، تمهل قليلاً إن وجدت موضوعاً تملك فيه خبرةً سابقه تحدث عنه، كذلك بالنسبة لأفكارك التطويريه لا تتحدث عنها بسرعه تمهل أيضاً لتقيمها ثم تحدث عنها بدون خجل، تذكر لن يحكم عليك أحدهم لسبب قلة خبرتك في هذه الفتره أنت موجود لتكوِّن لنفسك سمعةً احترافيه لا تُنشَأ
إلا بالتعلم و المحاوله.

 ٧- تعلم أن تتشافى بسرعه: 
في هذه الفتره الحساسه و التي تمثل بداية مسارك المهني قد تتعرض إلى بعض الإحباطات
و المحاولات الفاشله على الصعيد الشخصي
و العاطفي، حاول ألا يؤثر عليك هذا الأمر سلباً عملياً. تجاربك السابقه تمثل اختبارات ترى فيها نفسك بوضوح من ناحية هذه النقطه. تعلم منها
و قيم نفسك جيداً افعل ما تراه مناسباً لتواجه هذه الاحباطات "طلب اجازه، السفر....الخ" 
المطلوب منك كمحترف، أن تفصل حياتك العاطفيه عن أدائك العملي، بالتأكيد سيكون أمراً صعباً في البدايه لكنه يستحق المحاوله. فالنجاح و النهوض بعد الأزمات يقويك و يخلق ثقةً عاليةً في نفسك. 

 ٨- تعلم أن تظهر بمظهرٍ جيد على الطاوله: 
بعض الاجتماعات ستُرتَّب على موائد الطعام "الفاخره"، في موقفٍ مماثل ستكون ممثلاً لمنظمتك لذلك عليك أن تعي جيداً أن بعض التصرفات 
"كلعق الأصابع، التكلم أثناء المضغ، .....الخ"
تصرفاتٌ منفِّره جداً قد تتفاجأ إذا قلت لك أن بعض المدراء قد ينهون اجتماعات مماثله لأنهم شاهدوا تصرفاتٍ منفره، هذا قد يحدث أحياناً.
كن حذراً في تقصي طبيعة من تجتمع معه
و مكان الاجتماع كي تظهر بمظهرٍ لائق.

 ٩- كيف تدير غضبك : 
الكل يعرف أن الغضب قد يجرك لانفعالٍ سييء تجاه زملائك أو عملك، لكن هل فكرت يوماً أن بإمكانك توجيه هذا الغضب بشكلٍ فعال. 
بعض الأبحاث اقترحت أن الغضب يمكن توجيهه بشكلٍ فعال لكن ينبغي أن يُسيطَر عليه في البدايه
قد يدفعك غضبك في تحسين الأشياء و المضي قدماً في تحقيق المهام الموكَلةُ لك، لكن لن يحدث ذلك في بداية ثورته بل سيتوجب عليك أن تهدأ أولاً، و تبتعد عن مسببات الغضب، ثم تبدأ بوضع الحلول العاجله
و الحاسمه لإنجاز المهام بفعاليه.

١٠- إدارة وقتك هي ما سيصنع أسلوبك: 
حاول أن تتعلم كيف تدير يومك بشكلٍ منجز، لأن هذا الأمر سيكون أسلوبك العملي الذي تُعرَف به.
قسم يومك إلى أرباع أو أثلاث، خصص أول قسم للرد على المراسلات أما الثاني لبحثك عن المعلومات المساعدة لك على إنجاز مهامك "اتصالات، مراسلات، الاطلاع على قواعد البيانات.....الخ" أما القسم الثالث خصصه لإنجاز مهامك المطلوبه في وقتٍ مؤجل، لا مانع من تخصيص الجزء الأخير في انجاز الطلبات المستعجله المطلوبه في اليوم التالي أو دمجها مع الجزء السابق إذا كانت لا تحتمل التأجيل. 

كانت هذه أبرز المهارات التي تعلمتها شخصياً بغية الظهور كمحترفٍ شاب و أبرز ما يتوقعه منك رؤسائك لتستحق دعمهم. تذكر أنك في هذه المرحله تكون أسلوبك العملي الذي سيعتمد عليه رؤسائك في المستقبل. لا تتردد في سؤال من كان لهم خبرةٌ طويله في تقييم المحترفين الشباب فمن خلال خبرتهم سيتضح لك الكثير من الأمور الغائبةُ عنك. 

أتمنى لك التوفيق يا صديقي. 

الجمعة، 16 أكتوبر 2015

في العمل......ايميلك حصانك.





أضحى التواصل الكتابي من أهم وسائل التواصل العملي هذه الأيام، كان لاستخدام وسيلة البريد الالكتروني أعظم الأثر في توسيع قاعدة المعارف، توثيق العمليات المطلوبه و الخطط، المساعده على التواصل الهرمي الفعال حسب ترتيب المهام
و المسؤليات.

لا ننكر إن قلنا أنه حلَّ بديلاً لكثيرٍ من وسائل الاتصال المعروفه و المُستخدَمه في إدارة الأعمال. 
و لهذا قد يكون أحياناً سبباً لتكوين انطباعٍ جيد
أو سييء عن المستخدم حسب طريقة استعماله له. 

لذلك كان هناك بعض الأمور الواجب الانتباه لها عند كتابة رسالةٍ احترافيه إلكترونياً، لأنه قد يترتب عليها الكثير من الأخطاء و الانطباعات التي قد تؤثر على مسيرتك الوظيفيه أو حتى سمعة المنظمه التي تعمل بها، أوردت بعضاً منها فيما يلي: 

١- أكره هذا المكان: 
بالطبع إعادة الهيكله في بعض المنظمات قد يزعج البعض و يتسبب في الشعور بالغضب و الاحتقان
و الانفعال أحياناً، نصيحتي لك يا صديقي ألا تنقل هذه المشاعر لتُتَرجَم على شكل رسالةٍ الكترونيه قد تُوثَّق. من الأجدر إن كنت معترضاً على قرار ما أن تقابل رئيسك و تناقشه وجهاً لوجه، و أن تُرتب لذلك اللقاء حتى تحصل على الدعم الكامل لموقفك و وجهة نظرك بشكل شخصي و مغلق. 

٢- ما اقدر اداوم ابي اجازه مرضيه بكرا: 
الكثير قد يرى البريد الالكتروني وسيلةً مناسبه لقول كل شيء و أي شيء، هذا صحيح أحياناً فيما يتعلق ببعض جزئيات العمل و ترتيباتها.
قد يتقبل بعض المدراء هذا الأمر، لكن لشرح ظروفك الخاصه بشكلٍ محترف لا يُنصَح باستخدام بريدك الالكتروني، و ذلك لأن رئيسك سيرغب بالاطلاع على مزيدٍ من التفاصيل قبل إعطائك الإذن. لذلك الاتصال الهاتفي برئيسك أو من ينوب عنه سيعطيك فرصةً أفضل لشرح ظروفك الخاصه و سيزيد فرصتك أيضاً في مراعاتها. 

٣- بادور على وظيفه ثانيه، ما ينفع اشتغل هنا:
قد تسوء الأمور أحياناً و يلجأ بعض الموظفين الى الاستقاله و تبيين ذلك عن طريق البريد الالكتروني. قد يطن البعض أن فعل أمرٍ مماثل سيمثل ورقة ضغط على المنظمه و على رئيسه لابقائه أو زيادة راتبه. لكن الحقيقه عكس ذلك تماماً، سيُنظَر إليك على أنك سببٌ للاضطرابات و المشاكل و ستُقلَب الورقة التي استخدمتها ضدك، صحيح قد ينجح هذا الأمر، لكن في الحالات الاستثنائيه جداً. 

٤- المرسل: meedo 
من غير اللائق اختيار اسم شهره كاسمٍ رسمي في تعاملاتك لأن ذلك أحياناً سيعطي انطباعاً بعدم الجديه، من الممكن أن يُستخدم هذا الأمر في بعض الأعمال التي يغلب المرح على طبيعتها، لكن في الأعمال الرسميه و التي تتطلب تمثيلاً احترافياً لإنجاز الأعمال لا يُنصح أبداً باختيار أسماءٍ غير مناسبه في البريد الالكتروني. 

٥- ايش دخلني ؟! احنا مالنا دخل:
هذه العباره قد تُستَخدَم كثيراً، قد تعطي انطباعاً بالتخلص من المسؤليه او عدم الرغبه في المساعده
قد نواجه كثيراً بعض الأحيان أن نستقبل بعض الطلبات التي لا نختص بها، لا ينصح أبداً بتوضيح المسأله بهذه الطريقه. لايضاح هذا الأمر بفاعليه يُنصح بإضافة أحد المختصين إلى المحادثه أو التأكد من بعض الزملاء الذين مروا بنفس الأحداث لمعرفة المختصين بإنجاز العمل المطلوب، أو التحدث هاتقياً مع المرسل لمزيدٍ من المعلومات و توجيهه للمختصين، يعقب ذلك إيضاح الأمر في البريد الالكتروني بتوجيه المرسل إلى أحد المختصين. 

٦- Whatever, I don't care.
قد تُقال على سبيل السخريه، لكنها أحياناً تعطي انطباعاً بعدم الاكتراث و اللامبالاه، لا ينبغي أبداً استخدامها في المراسلات الرسميه.

٧- حذف الرسائل خوفاً من المسؤليه: 
قد يتعرض البعض لاتخاذ القرارات، لكنه يخشى الافصاح بذلك في المراسلات الرسميه لحماية نفسه، أو تهرباً من المسؤوليه، و إن أفصح به رسمياً حذف البريد لتجنب المسائله فيما بعد، يحدث ذلك كثيراً في القرارات الحساسه. حذفك للبريد لا يفيد كثيراً فقد يوثق الطرف الآخر كل شيء، اذا تعرضت لموقفٍ مماثل  ناقش قرارك مع رئيسك المباشر قبل اتخاذه بعد التأكد من فاعليته أوضحه في ردك مع إضافة رئيسك الى المحادثه. لا تقلق كثيراً، من واجبات رئيسك ان يوفر لك الدعم اللازم لأن سمعة المنظمه قد تعتمد على قراراتك أحياناً و اتباعك للخطوات السابقه يبين أنك اجتهدت بشكلٍ كافٍ، سيعكس الأمر أيضاً ترابط منظمتك بشكلٍ فعال.

٨- شباب مين يطلع معي بعد الدوام ؟! : 
استخدام بريدك الالكتروني لدعوة أصدقائك لحضور الأنشطة الشخصيه خارج إطار العمل لا يعكس احترافيتك بشكلٍ جيد. قد يُستَخدَم البريد الالكتروني الرسمي في الدعوه للمناسبات الخاصه "المهمه" لكن لا يُنصَح بالإكثار من ذلك.
إن كان الأمر كذلك، فمالداعي لاختراع بطاقات الدعوه او تطبيقات الاتصال ؟! يُستثنى من هذا الأمر الأنشطة الاجتماعيه و الخارجيه التي تنظمها المنظمه التي تعمل فيها.

 ٩- بيني و بينك: 
البريد الالكتروني الرسمي فضاءٌ مفتوح و يُعتَبر من ضمن المراسلات الرسميه المُعتَمَده، ما تعتقده أنت ليس مكانه بريدك الالكتروني يمكنك استخدام الهاتف أو ترتيب اجتماعٍ مغلق لايضاح أفكارك العملية الخاصه.


في النهايه، ينبغي مراعاة أن البريد الالكتروني قد يكون وسيلةً في صالحك
أو ضدك. لم يعد أمراً تافهاً لا ينبغي الاهتمام به بل قد يؤثر كثيراً على حياتك المهنيه. استفد منه قدر الإمكان لإظهار احترافيتك بشكلٍ لائق، حاول أيضاً أن تستفد قدر الإمكان من التواصل مع الآخرين عبر الوسائل التي لا تطغى عليها الرسميه كثيراً، و ذلك لتوسيع دائرة معارفك و توثيق صلاتك بهم لإنجاز أكبر قدرٍ من الأعمال في وقتٍ قياسي بدون تعطيل. 

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

وسائل التواصل، من الترفيه إلى التوظيف.

مرحباً مرةً أخرى صديقي القاريء. 
أنت الآن تتصفح هذا المقال و قد وصلت إلى مدوّنتي بالتأكيد عن طريق أحد وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر، لينكد إن،فيسبوك ........الخ) 

هذا ليس مفاجئاً طبعاً و ليس شيئاً جديداً كي أفتعل كل هذه الضجةُ من أجله، لكن قف قليلاً و فكر فيما يمكن لهذه الوسائل من عكس انطباعاتٍ عنك أحياناً. 

بالتأكيد هذا لا يهمك كثيراً، لأنك قد تستخدم أحد هذه الوسائل أو جميعها بشكلٍ مُبهَم، أو تتخذه كمساحةٍ خاصه تجد فيها حريةً للتعبير. 

هذا من حقك بالطبع............

لكن في هذه الأيام باتت المواد المطروحه على وسائل التواصل مهمه أحياناً لبعض الجهات، لا نريد أن نجتذب سحابات الأفكار السيئه مثلاً و نفكر في الحكومات و أمنها، بالتأكيد أنا و أنت جئنا إما للتسليه أو الاستفاده أو للتسويق لأنفسنا و أحياناً حتى لإضاعة الوقت.

باتت هذه الوسائل مجالاً خصباً لدراسة أنواع الشخصيات-و لا أمزح في ذلك -
و خصوصاً أثناء تقدمك لوظيفةٍ ما.

في منطقتنا العربيه بدأ استيعاب مبدأ التوظيف الالكتروني في الانتشار، شهد موقع لينكد إن على سبيل المثال طفرةً في أعداد المستخدمين. بدأت بعض الشركات تنظر إلى المواد المطروحه في حساب شخصٍ ما كأداةٍ نافعه لتكوين انطباعٍ مبدأي، و أحياناً قد يكون نهائياً. 

و في بعض الأماكن و بعض الظروف بدأ هذا الأمر في التوسع قليلاً ليشمل مواقع أخرى كتويتر و فيسبوك و سناپ تشات و بعض المدوّنات أيضاً. قد ترى هذا الأمر جنوناً، نعم و أنا أراه كذلك. لكن مالذي نفعله إن كان ما ننشره يسهل الإطلاع عليه إن حصلت فرصه.

لا أريد أن أجذب سحب التشاؤم حول رأسك، لكن ستعرف وجهة نظر هؤلاء الموظِّفين في نهاية المقال، أتمنى أن تستطيع معي صبراً يا صديقي. 

لنرى كيف بات الأمر حقيقياً سنستعرض دراسةً قامت بها شركة جوبتيڤ
استهدفت بعض الموظِّفين أو ما يُسمّون
 بـ "الهيد هنترز"  هذا العام.
http://www.jobvite.com/blog/welcome-to-the-2015-recruiter-nation-formerly-known-as-the-social-recruiting-survey/

هذه الدراسه أوضحت أن هناك ٤٪ فقط من الموظِّفين لا يهتمون بوسائل التواصل و ما يُنشَر فيها. يستخدمون الوسائل التقليديه للاستقصاء عن المتقدم، أما البقيه فيهتمون بما يُنشر في أنواعها المختلفه. 




٨٧٪ يهتمون بما يُنشر في لينكد إن 

و ٩٢٪ يهتمون بما يُنشَر في لينكد إن  بالاضافه الى موقعين أو ثلاثه من مواقع وسائل التواصل. 

مبررهم في فعل ذلك لم يكن للتجسس مثلاً
أو للمراقبه، لكن بعض الأعمال و الترشيحات الاستثنائيه ينبغي أن تتوفر في المتقدِّم لها بعض المهارات و الصفات الشخصيه. و لذلك فإغفال مثل هذه المهارات سيضع العمليات و الأعمال في خطر و ذلك باختيار المُرشَّحين الخطأ. 

أضف إلى ذلك أن التوظيف حالياً أصبح يشهد منافسةً كبيره بين المتقدمين، و لا ننكر أن بعض المنظمات تبحث عمن يسوِّق نفسه بكفاءه. 

أما عن نصائحهم عن الانطباعات التي تتكون من تفاعل المستخدمين و نشاطهم في هذه الوسائل فقد حملت بعض المفاجآت........

١) ٧٦٪ من الموظِّفين ينظرون إيجابياً إلى المتقدمين الذين ينشرون مواداً عن نشاطاتهم الاجتماعيه التطوعيه و الاكاديميه و حتى الترفيهيه. 

٢)  ٥٢٪ ينظرون إيجابياً إلى المتقدمين الذين ينشرون تفاصيلاً عن مشاركاتهم القياديه في الأنشطه الاجتماعيه و العمليه الحاليه. 

٣) ٧٢٪ ينظرون بشكلٍ إيجابي للمهارات التحريريه
و اللغويه الممتازه لدى المتقدمين.

٤) ٥٤٪ ينظرون سلبياً إلى المتقدمين المكثرين من نشر موادٍ عن استخدامهم الكحولي المُفرِط. 

٥) ٢٥٪ ينظرون سلبياً إلى المتقدمين المُكثرين من نشر صورهم الشخصيه بلا مناسبه "سيلفيز" 

٦) ٣٣٪ من الموظِّفين في مجال التسويق ينظرون بشكلٍ سلبي للمستخدمين الذين يتكرر حذفهم لحساباتهم، إذا كنت متقدماً لوظيفةٍ في مجال التسويق إياك و حذف حسابك. 

مما سبق نرى أن التوظيف و عملياته بدأت تأخذ منحىً إلكتروني أكثر فأكثر، أرى أن العالم قد مَلَّ من الوسائل التقليديه في عمل الاستقصاء عن المتقدمين، رغم أنها فعاله لكن وسائل التواصل و ما يُنشَر فيها فرضت نفسها على الأقل عند عينةٍ لا يُستهان بها من الموظِّفين. 


لا تخف أنا لست موظِّفاً،
و إن كنت كذلك فسيكون لينكد إن أكثر مما يكفي لأكوِّن انطباعي العملي عنك. 
فقط أحببت أن أشاركك بما يحدث مؤخراً.....
دمت بخير يا صديقي. 

الأربعاء، 26 أغسطس 2015

For more Diverse Economy



Petrochemicals industry is a big opportunity need to be taken to achieve economical growth. 

What we have done so far is upgrading recent refineries and prepare to establish 3 new high tech plants. 

Which can contribute in covering the domestic demand and the world hunger for petrochemicals. 

By the end of 2020 petrochemicals industry will worth 880 billion $, recently it's contributing by 13% in our GDP. Although this industry is a big opportunity to take but for more diverse economy we need to take more opportunities in different areas of the world economy. 

A diverse economy is constructed of independent investments that it'll carry on by its own, it won't be affected directly by other investments gains or losses.  

Areas like Renewable Energy, Information Technology, Real-estate and Heavy Manufacturing Industries will represent good development for our economical growth and diversity. 

If we just plan and built a reliable infrastructure for one or two of previously mentioned areas and maintain its feasibility for the upcoming 10 years at least we will be able to reduce our accountability on Oil reserves, and that will provide more sustainability for both our reserves and our economies. 

Hope we can see that soon......

السبت، 22 أغسطس 2015

إدارة المخاطر، تحدي التحديات.

لتقود حصاناً جامحاً، استخدم لجاماً.

صناعياً، لتنمو لا ينصَح أبداً بالجمود و التمسك بالتقنيات القديمه بل يجب أن تبحث عن تقنيات متقدمه تحافظ على ازدهارك الصناعي و تفوقك على منافسيك الاقليميين أو على المستويات الأعلى. 

دائماً ما يتطلب الأمر اختراع تقنياتٍ جديده تقلل المصاريف و تزيد مستويات الدخل و أحياناً يكون الحل عبر تسريع عمليات الانتاج الحاليه، و دائماً
ما تُوجَد بعض العقبات المصاحبه لتطبيق أياً
من المفاهيم التي سبق إيرادها.

قد لا تكون هذه التحديات تقنيه أو لوجستيه في الغالب لكنها قد تكون تحدياتٍ تختص بمستوى الأمان و الخطر المصاحب على الأفراد
و الموارد المستَخدمه في هذه العملية. 

و لمواجهة تلك التحديات لا ينبغي لنا أن نكون عباقره بمعدلاتِ ذكاءٍ مرتفعه نحتاج فقط أن نوظف المنطق في إعادة النظر في المنظومات الصناعيه و البشريه
المساعده على إنجاز أمرٍ مماثل. 

في تاريخ الصناعات دائماً ما يبدأ البشر بتوظيف مفاهيم هندسيه ابتدائيه بمنتوجٍ بسيط في البدايه
ثم يبدأ توظيف الأبحاث العلميه و الإداريه بالنهوض بالصناعات و بمستويات الإنتاجيه. 

قد يعود الفضل للعلم في البدايه لكن بعد ذلك تبدأ الأخطاء بالظهور و عادةً ما يتسبب ذلك في الكوارث الكبيره التي قد توقف تطبيق بعض التصاميم
و المفاهيم الإداريه أحياناً و قد يتطور ذلك إلى ايقاف الإنتاج و توقف النمو الصناعي
أو توقف الصناعه ككل. 

إدارة المخاطر ببساطه لا تختص فقط بدراسة المخاطر و التحديات الداخليه التي قد تؤثر على الانتاج، هي أيضاً تأخذ في الحسبان كل الظروف المحيطه التي قد تتسبب في ذلك التأثير و تلك الحوادث، بمعنى أوضح عمليةٌ كبيره تتطلب تعاون الكثير من الأطراف لإنجازها تدرس الأخطار الداخليه و الخارجيه بعنايه. 

يتم ذلك بطريقة منطقيةٍ منظمه تهدف إلى : 
١- تعريف جميع المخاطر المحتمله و غير المحتمله
و ما يترتب عليها.
 
٢- العوده للبيانات السابقه لاستخلاص احتمالية حدوث المخاطر الجديه، و استبعاد المخاطر التي يمكن السيطره عليها.

٣- معالجة المخاطر ذات الاحتماليه الكبيره هندسياً
و إدارياً لمنعها أو تقليل آثارها المدمره.
 
٣- اختبار جودة عمل الاحترازات و الحلول المقترحه
و استخلاص النتائج.

٤- الوصول إلى توصيات و قوانين لمواجهة هذه المخاطر و اعتماد تطبيقها عملياً، و عمل الخطط الاحترازيه لمواجهة الحوادث المفاجئه 
أو "النادرة الحدوث". 

  

ضرب الإداريون و المهندسون  في بعض الصناعات أعظم الأمثله في مواجهة الكوارث المحتملةُ الحدوث
و التعامل معها بذكاء. مهمة إطلاق إنسان إلى القمر تطلب وكالة الفضاء الامريكيه (ناسا) سنواتٍ طويله من العمل. 

من المعروف أن فريق تلك المهمه لم يجد أي معلوماتٍ سابقه عن عمليه مماثله سوى بعض التحارب السابقه التي عرّفتهم بطبيعة المحيط الذي سيعملون فيه. حلل ذلك الفريق الكثير من الاحتمالات إحصائياً و عمل الكثير من التجارب الفنيه على الأرض بغية الوصول إلى بيانات عن مستويات حدوث الكوارث التي قد تمنع إنجاز مهمةٍ مماثله. هذه المهمه تطلبت تحضيراً جباراً استمر لسنواتٍ طويله نتج عنه نجاحٌ باهر
في النهايه. 



أما في صناعة الطيران فالوضع لم يختلف كثيراً، تمكن الأخوان رايت من الطيران عام ١٩٠٣م
"نجاح كبير للبشريه أليس كذلك ؟"


 
لكن الطائرات الأولى لم تكن آمنةً جداً فقد يسقط الطيار بسهوله من ارتفاعاتٍ شاهقه إن لم يكن متنبهاً، و لم يمتلك الطيارون الأوائل ذلك الثبات الذي يشعر به طيارونا الحاليون و الذي يمكنهم من السيطرة على طائراتهم ببراعه و سهوله،
رغم أن اختراع "حزام الأمان"
وُجِد عام ١٨٨٥م  (قبل اختراع الطائره) 
إلا أنه لم يُوظَّف "رسمياً" في الطائرات المقاتله
إلا في الحرب العالميه الثانيه !!!!!! 
المثير في هذا الموضوع هي الغفلة
التي قد تصاحب إنتاج تقنيات 
جديده في العاده و ما يصاحب ذلك من مشاكل
قد يكون حلها "ساذجاً" 

الناظر إلى تقنية الطيران اليوم يعرف أنها بدأت خطره لكنها أصبحت أكثر أماناً بعد معرفة المخاطر التي تتسبب في حوادثها.

 

صناعة النفط ايضاً تطلبت الكثير من العمل
و التطوير المستمر و دراسة العديد من التصاميم
و العمليات التي تسببت في كوارث سابقه نتج عنها العديد من الخسائر البشريه و التي
من الممكن أن أقول أنها لن تنتهي أبداً
لكننا نجحنا إلى حدٍ ما في تقليلها.

بداية صناعة النفط ارتبطت بالكثير من الحوادث المشهوره (انفجارات، تلوثٌ بيئي، خسائر ماديه كبيره) هذه الأمور جعلت الانخراط في العمل في هذه الصناعه صعب التقبل أحياناً للأجيال المتأخره. 

لكن القريبون من هذه الصناعه يعرفون جيداً مستويات و قوانين الأمان المتشدده التي وُضِعَت للحفاظ على هذه الموارد.

و للحفاظ على نمو صناعةٍ مماثله تطلب ذلك عملاً شاقاً جداً لأنها بدأت بلا معلومات أوليه أو مقاييس يُعتَمَد عليها فقد بدأت باجتهادٍ هندسي و دعمٍ حكومي و استمرت مفاهيمها تنمو تدريجياً اعتماداً على المقاييس الهندسيه التي أُنشئت في الصناعات التي سبقتها و طُوِّرت هذه المقاييس فيما بعد لتواكب بيئتها الشاقه و طبيعة ارتفاع الطلب على عملياتها.

 

من الأمثله التي غيرت بعض المقاييس الهندسيه
في صناعة النفط، حادثة الهجوم على آبار دولة الكويت عام ١٩٩١م. تسبب ذلك الهجوم في العديد من الكوارث البيئيه التي ما زال الخليج العربي يعاني منها حالياً. 



تطلب ذلك الوصول إلى تصميمٍ جديد و مقاييس جديده لإنجاز هذه التصاميم و ذلك للحد من أخطار حدوث تلك الآثار بعد حدوث هجوم مماثل. 
لم يكن في حسبان الجميع أن الأمر قد يصل بالسلطات العراقيه أن تتخذ إجراءاً مماثلاً و لذلك فتصنيف حدثٍ مماثل "كان نادر الحدوث"
أو "مُستَبعد" لكنه قد حدث. 



خرج المهندسون بتصميمِ صمامٍ يوقف إنتاج الآبار عند التعرض للهجوم، بعد نجاح تجربته أضحت إضافته لكل تصاميم الآبار الحديثه من المقاييس الرئيسيه المطلوبه في تصميم أي بئرٍ حديث. كل ذلك لزيادة الأمان و لضمان الازدهار لهذه الصناعه. 



لم يقف الأثر عند هذا الحد بل ساعد ذلك في انتاج العديد من الحلول الاحترازيه التي خلقت حركةً هندسيةً كبيره أدت في النهايه الى افتعال تنافسٍ هندسيٍ محموم ساعد بشكلٍ كبير في تطور صناعة النفط الحديثه.



من كل ما سبق، أشبّه التقنيه كالحصان الجامح الذي قد يصعب السيطرة عليه بدون لجام، ذلك اللجام هو إستخدام مفاهيم إدارة المخاطر
و تطبيقها.

استخدام التقنيه للتطوير دون
احتساب مخاطرها عملٌ قد يكون قاتلاً......

الخميس، 25 يونيو 2015

أريكتي......كرامتي.


مرحباً، 
من المؤكد أنك تعرفني جيداً فأنا مواطنٌ مثلك تماماً. لذلك أنصحك أن تسترخي على أريكتك و أنت تقرأ أسطري هذه. 

بدايةً أريد أن أسألك سؤالاً، هل تسكن بالإيجار أم أنك تتملك منزلك ؟! 

إذا كنت من أصحاب الخيار الثاني فاعلم يا عزيزي أنك في نعمه حسب كلام أبناء جيل الطفره. فقد أسرّ إليّ والدي سراً و قال لي ذات يوم: "اسمع يا ولدي ما دام عندك بيت ملكك انت ملكت الدنيا". 


أما إذا كنت من أصحاب الخيار الثاني فأنت تقع ضمن ٨٠٪ ممن لا يملكون منازلهم في هذا البلد الواسع.

 كنت في نقاشٍ قبل فتره مع صديقٍ جزائري حدثني عن واقع مشاريع الإسكان لديهم. 
ففي بلدٍ ينتج  خُمس ما ننتجه من النفط مع عدد سكانٍ يفوق عددنا بـ ٣٥٪ تقريباً، يشترك المواطن في برامج عدةٍ للإسكان. منها برنامجٌ يمتلك بموجبه المواطن أرضاً مساحتها تعتمد على عدد أفراد أسرته، قد تكون صغيرةً أحياناً و لكن مقابل هذه المساحه يستحق قرضاً لبنائها يتم تقديره حسب تكاليف بناء هذه الأرض. 

يا صديقي المواطن نحن في بلدٍ تدور أحلامنا فيه حول لقمة "العيش" فما يهمنا أن نجد وظيفةً تمكننا من إيجاد لقمة "العيش"، و نحاول أن نجد شريكةً تحبنا وتهتم بنا وتطعمنا لقمة "العيش" ، ونشقى طوال أعمارنا لإيجاد سقفٍ يأوينا نستطيع أن نأكل لقمة "العيش" تحته مع أبنائنا بأمان. 

معظمنا يا صديقي يصيبه الإرهاق بعد تحقيق حلمه الأول و الثاني، و يبقى حلمه الثالث محبوساً في أدراج أمنياته، التي قد يموت قبل تحقيقها. نحن يا صديقي نعيش في بلدٍ قد نموت قبل أن نحصل على أبجديةٍ طبيعيه من أبجديات الحياه. 

حسناً فلنلق نظرةً على هذه الأرقام سوياً: 
متوسط تكاليف بناء المنزل تساوي متوسط مدخول الفرد الإمريكي لمدةِ ثلاث سنوات، و تساوي متوسط ما يجنيه الفرد الصيني خلال أربع سنوات و هو ما يساوي تقريباً متوسط ما يجنيه الفرد السعودي لمدة ١٠ سنواتٍ تقريباً.  

عزى كثير من الخبراء هذه المشكله إلى الأسباب التاليه:
 
١- ٦٠ ٪ من أفراد الشعب هم من فئة الشباب مثلك يحلمون ببناء بيتٍ يملكونه، و هذا أدى إلى إيجاد وهمٍ يسمى "زيادة الإقبال على العقار"، الأمر الذي ساعد تجار العقار و تجار مواد البناء في تبرير ارتفاع الأسعار.

٢- المضاربات العقاريه: لدينا يا صديقي مساحاتٌ شاسعه من الأراضي هي ملكٌ لكبار المستثمرين الذين يضعونها رهناً لمغامراتهم في المضاربة بها. "فالأسعار عاليه كما قلنا" 

٣- الإحتكار: لدينا نسبةٌ كبيرةٌ من الأراضي البيضاء يمتلكها بعض الشخصيات النافذه "تشبيكاً"، و هم لا يرغبون بالبيع أو التصرف فيها، ولا يرغبون أيضاً بدفع ضرائب عليها.

بالتأكيد أنك ستصرخ الآن قائلاً : 
"يا محمد كل عيش" 

٤- التلاعب بالأسعار: كيف يتم ذلك؟! حسناً سأجيبك ......... يقوم بعض التجار بشراء مساحاتٍ شاسعه بثمنٍ بسيطٍ جداً، لا يتجاوز أحياناً ٢٠ ريالاً للمتر المربع الواحد، بينما يبيعها على الناس بأثمانٍ مرتفعه قد تصل إلى ٣٠٠ ريالاً للمتر المربع الواحد. 
تبرير التجار الوحيد لهذا التلاعب: "ياخوي جبنالكم ماي و كهرب وش تبون بعد"
الأمر الذي قد لا نجده في الواقع، و إذا وجد يكون ضمن فئة "أبو كلب" أو فئة
 "شغل مشي حالك"

لفت نظري قبل فتره إعلانٌ يقول: "تملك الآن شقتك في مانشستر بأسعارٍ تبدأ من ١٢٨٠٠٠ پاوند" وهو ما يساوي : ٨٠٠٠٠٠ ريالٍ سعودي تقريباً . لم أعرف أبداً أن حياً راقياً لدينا توجد فيه شقةٌ بنفس السعر يملك مقومات المعيشه في مانشستر كمتحفٍ للعلوم أو داراً للأوپرا على سبيل المثال. 

أنصحك الآن أن تسترخي على أريكتك و تستمع إلى رائعة أبو نوره : يا غالي الأثمان، أعتقد أنها تحاكي حالتك الآن.

يلا نسمع !!!!! 


و في حالة رغبتك في التأكد من عرض شقق مانشستر الذي أسلفته قبل قليل أنظر إلى هذا الرابط.




السبت، 20 يونيو 2015

التأثير و الزخم..............


تخيل أنك تمتلك مصنعاً للحليب و تعاونت مع شركةٍ معينه توفر لك الإعلان على لوحاتها، فجأه قيل أن الإعلان في هذه الشركه تترتب عليه مفسدةً عظيمه.

و ذلك لأن جزءاً من الشركات و المصانع التي تعلن على لوحاتها تستخدم صوراً للنساء قد لا تكون مقبوله عند فئةٍ معينه من زبائنك. فلنفترض أنك اتخذت قراراً بالتوقف عن الإعلان لدى تلك الشركه.

تبين بعد ذلك أن شركة الإعلانات تلك رعت مشروعاً اجتماعياً نافعاً أصبح حديث المجالس. ناقشت فيه قضيةً حساسه أثارت المجتمع و ساعدت نوعاً ما على تصحيح مفاهيم كانت غائبه عن شريحةٍ 
كبيرةٍ منه.

تسبب ذلك المشروع في اكتساب شهرةٍ واسعه لتلك الشركه، و معدلات مشاهدةٍ كبيره لإعلاناتها.
فلنقل أنك لم تعاني كثيراً من ناحية مبيعاتك 
و نتائجها لكنك اكتشفت بعد نهاية موسمٍ ما أن مبيعاتك انخفضت عما كانت عليه. 

و ذلك لأن مصنعاً منافساً سبقك في الوصول الى شريحةٍ كبيره من المستخدمين جراء انفجار الشهره الذي شهدته إعلاناتهم في تلك الشركه. تخيل أنك تملك نفس المنتَج و قد سبقت منافسك في الحصول عليه لكن إعلاناتك مع شركةٍ بديله لم تسعفك في الوصول إلى شرائح أعرض من المستخدمين. 

الزخم الإعلامي قد يكون عاملاً مساعداً في تسويق منتَجٍ ما، بالتأكيد أن تأثير بعض الفئات على غيرها كبيرٌ جداً لكن ما فائدةُ هذا التأثير إن لم يصاحبه زخمٌ في نقله و التأثر به ؟! ما فائدة ذلك التأثير إذا كان ظاهرياً فقط بشكلٍ لا واعي؟! 
ما فائدة ذلك التأثير إن كان فقط لتصفية حساباتٍ متهوره ؟!

تخيل انك اكتشفت فيما بعد أنك بقرارك هذا أرضيت ١٠ مليون من عملائك القدامى على حساب ضعف ذلك الرقم من العملاء الجدد المحتملين، أحياناً إبهارك لعميلٍ جديد يصنع منه لوحةُ إعلاناتٍ بشريه للتسويق لمنتجك.

لا أقول أن قرارك كان خاطئاً فبالتأكيد قد اتخذته بعد دراسه، لكن ألم يكن جديراً بك توظيف ذلك الزخم لخدمتك، بدلاً من أن ترضي نسبةً قد تكون مؤثرةً تأثيراً ظاهرياً فقط ؟! ألم يكن بمقدورك أن تزيح تلك النظرة السيئه عن واجهة إعلاناتك بخدمتك و رعايتك المتقدمه لزبائنك الجدد؟! 

أعتقد أن أي إدارةٍ ما تسعى لأن يكون الوضع أحسن مما يجب، وذلك لأننا نعي جيداً أن الوصول الى قمةِ شيءٍ ما ليس صعباً لكن المحافظةُ عليها صعبٌ جداً................

الجمعة، 19 يونيو 2015

السخريه،،،،ردة فعل.

تُوجد تعريفات كثيره للسخريه منها، استعمال الساخر ألفاظاً تقلب المعنى الى عكس ما يقصده المتكلم حقيقةً أو تصوير الشخص المستهدَف تصويراً مضحكاً  إما بوضعه في صورةٍ مشوَّهه لا تصل إلى حد الإيلام أو تكبير العيوب الجسديه او تصرفاته نحو المجتمع بصوره غير مباشره. 

القصد منها الانتقاد أولاً و الإضحاك ثانياً، أما اذا كانت بطريقةٍ عدوانيه تستهدف شخصاً بعينه فهي تسمى تهكماً. 

آلفرد أدلر عرفها بأنها انفعال مركب نتيجةً للاشمئزاز و الغضب فاذا اشمئزينا من شيءٍ ما 
تعدى على حياتنا نلجأ الى السخريه بغرض الترويح و إشباع زهونا البشري.

و هناك فرق بين السخريه و الفكاهه، فكل ما يُضحك بلا هدف هو فكاهه أما ما يُضحك بغية الوصول الى هدف ما أو لإظهار فكرةٍ ما هو سخريه. عادةً الوصول إلى هذا الهدف قد يكون بشكلٍ غير مباشر. 

أما أساليبها فتتعدد، بدءاً من المحاكاه الحركيه 
و الصوتيه و هي أقدم الأساليب مروراً بتحقير العظمه أو تفخيم التوافه، و انتهاءاً بالتلاعب اللفظي و تحوير معاني الألفاظ. 

و أرقى أنواعها ما كان ينتقد فكرةً ما دون التعرض للأشخاص و هذا النوع راقٍ جداً، لأنه يساهم في إظهار فكرةٍ معينه و السخريةُ منها و انتقادها بغرض تصحيح المفاهيم أو التنبيه بما يترتب عليها فيما بعد. 

مجتمعنا اعتاد التعريض المباشر للأشخاص و هذا طرح أمام المفكرين تحدياً كبيراً في تسخير نكاتهم للسخرية من الأفكار دون شخصنه. و ذلك لأن المتلقي في العاده سيربط بين ما يرى و بين "الشخصيات" لا بين ما يرى و بين 
"الأفكار التي تطرحها تلك الشخصيات"

و السخرية من أفكار شخصٍ ما لا تعني أبداً التقليل من احترامه، فبطبيعة الحال قد تعترض عقولنا كل يوم الكثير من الأفكار التي ترسخ فيها، قد تكون هذه الأفكار ساذجةً بالنسبة للآخرين.
و قد تُواجَه ببعض السخرية اللاذعه. 

و بالتأكيد لأننا ناضجون و سخريتنا هذه كانت بغرض طرح الرأي و الرأي المخالف فلن تفسد سخريتنا للود المعتاد بين البشر أي قضيه. 


لكن قد تتجاوز سذاجة شخصٌ ما كل الحدود و ذلك قد يظهر في تعامله و ردةُ فعله تجاه السخرية التي يتعرض لها. و هذا قد يسهم في خلق خطوط عريضه في التعامل مع هؤلاء، قد يرى بعضهم الاستفزاز طريقةً مثلى ليفقد الضحيه توازنه و قد يرى بعضهم رصاصة الرحمه في منع المستهدف من إظهار المزيد من السذاجه عن طريق تجاهل ردود أفعاله.

معاناة المفكرين في مجتمعاتنا العربيه أن الأفكار تعرضت للتشخيص، أي أن شخصاً ما بعينه أصبح رمزاً لفكرةٍ معينه. و هذا ليس عيباً العيب الأكبر هو فرض نوعاً من التقديس لهؤلاء الأشخاص يحصنهم ضد النقد و السخريه.
 
و أحياناً تُحاط الأفكار بقداسةٍ لا تستحقها تجعل لها حصانةً ضد النقد و البحث و الدراسه و بطبيعة الحال السخريه إذا ثبتت سذاجتها فيما بعد. 
فالعادات و التقاليد مثلاً أو الاجتهادات الفقهيه التي قد تكون محل نظرٍ و تدقيق يُنسى أنها من نتاج عقليةٍ بشريه لكنها تُحاط بهالةٍ من القدسيه تجعل نقدها عيباً و معصيه.

يكفي أن تظهر في مشهدٍ ما بمظهرٍ معين لترمى بالزندقه أو أن تقول بصوتٍ مضحك و لهجةٍ معينه 
"البنت لولد عمها" لتُرمى بالانتقاص من احترام مجتمعٍ بأكمله. 

و هنا أقول أن مهمة الانسان الساخر لا تنتهي بقرع جذور العقول المؤمنة بفكرةٍ ما عن طريق إبداعه في السخرية منها فحسب. 
بل يتواصل دوره فيما بعد في التعامل مع ما قد يُطرَح ضده "شخصياً" في بعض الحالات. و لذلك فالتعقل مع ردود الفعل مطلوب و يزيد من فعالية أسلوب السخريه المُتبَع.

أتمنى يوماً ما أن يتفهم الناس أن السخريه ماهي إلا ردةُ فعلٍ ينبغي أن يُستفاد منها، و يُسعَد بها إن كانت بغرض الإضحاك أو يُحتَرَم أصحابها على الأقل................

الاثنين، 15 يونيو 2015

الأخلاق و الحقوق الإنسانيه عبر التاريخ.

هذا الموضوع مشوّقٌ جداً للبحث و الدراسه
وقع في يدي قبل أسابيع كتابٌ خفيف القراءه
عُنون تحت عنوان "الأسطوره، دراسةٌ حضاريه"
قدم فيه الكاتب دراسةً مستفيضه عن دور الأساطير في الإرث الإنساني القديم.
و كيف أنها بدأت ببث المفاهيم الأخلاقيه
في الإنسان القديم بواسطة الترميز تارة،
و بواسطة الروايه من المصادر تارةً أخرى.
يمكنكم متابعة ما كتبت في هذه التغريدات المتواصله عن الكتاب عبر هذا الرابط. 


قرائتي لهذا الكتاب كان سببها سؤالاً يتردد لدي منذ زمن، كيف حدد الانسان القديم معاييره الأخلاقيه دون مساعدة، هل كانت هناك يدٌ ربانيةٌ في الموضوع؟؟ 

ناقش الكتاب أثر الأساطير في الشرق الأوسط، بما أن هذه المنطقه قد تأثرت بإرثٍ ديني عميق يضرب جذوره في هذه الأرض و يمتد ليشمل بقاعاً عديدةً منها. بعد دور الأساطير في بث ثقافة الحقوق و الأخلاقيات في حياة الانسان القديم لجأ أجدادنا الأوائل إلى تدوين ما تعلموه بالتواتر عن بناء المجتمعات المتحضره و إرساء قوانين حياتها.

من المعروف أن حضارة الآشوريين كانت من أعرق الحضارات التي شكلت ثقافة المنطقة العربيه. 
تلك الحضارة المدنيه التي امتدت لبضع آلافٍ من السنين شكلت إرثاً حضارياً اعتمدت عليه الأمم اللاحقةُ بها. 

من أبرز اللوائح التي كان لها تأثيرٌ في حياة الانسان و علاقته مع أفراد مجتمعه في تلك الفتره لائحة حمورابي. صحيح أنها كانت تنظيم قد أتى من سلطةٍ سياسيةٍ عليا تمثلت في الملك حمورابي نفسه لكنها أصّلت لمفهوم التقنين في المجتمعات و تسييرها لتعيش حياةً أفضل بمقاييس ذلك الزمان.


     قانون حمورابي منقوش على صخره بازلتيه يعود
          تاريخها الى عام ١٧٥٤ ق.م  - متحف
                           اللوڤر (پاريس) 

نتجه إلى أقصى شرق هذه البسيطه في اليابان لنجد أيضاً لائحة قوانينَ أخرى سميت بـ "لائحة بوشيدو" في منطقة الشرق الأقصى التي كانت تعيش صراعاً دائماً على السلطه و القوه، كان من اللازم أن يكون هناك تنظيمٌ لحياة المقاتلين لئلا يتحولوا إلى مرتزقه. 

فأُنشأ مفهوم المقاتل النبيل الذي يتحلى بأخلاق الساموراي و فضيلته. فهو يملك ولاءاً لقادته و شجاعةً ضد أعداءه و نبلاً منقطع النظير حتى مع خصومه. 
ما جعل تلك اللائحه بهذه الصورة العسكرية الجامده هي طبيعة معظم طلائع الجمهور في تلك المنطقة تحديداً. فشرفك كان يتصل بنصل سيفك، و قد آمن اليابانيون بهذا حتى وقتٍ قريبٍ جداً. 



    درع تقليدي لأحد المحاربين اليابانيين من القرون 
          الوسطى في فترة أوزوشي موموياما
          المتحف التاريخي- يوكوهاما (اليابان) 

نتجه إلى غرب العالم القديم و حوض البحر المتوسط لنجد أن الشعراء و الرواه و الفلاسفه في العصور القديمه أصّلوا لمفهوم النبل و الشجاعه و الأخلاق في قصائدهم ورواياتهم.

لنأخذ اليونان و الإغريق على سبيل المثال هذه الشعوب كانت تعيش على الفلسفه و التحليل المنطقي للأمور، نجد أفلاطون مثلاً قد أسس للفضيله في مدينته الفاضله و الحب الفاضل الأفلاطوني. رغم أن اللاحقين له عرفوا أن الطبيعة البشريه لا يمكنها أن تؤسس مجتمعاً بلا خطيئه نعم نجحوا في تأسيس حضارة آثينا و طرواده لكنهم لم يستطيعوا أبداً تحقيق أحلام أفلاطون الفاضله. 

هذه الحضارات كانت وثنيه لا تقيم وزناً إلا للساده كما هو الحال في معظم البقاع تلك الفتره صحيح أنها أعطت لبعض الطبقات حقوقاً تفوق غيرهم على أساس النسب و الدم لكنهم نجحوا نوعاً ما في إرساء قوانين صارمه ضد قطع الطريق و السرقه بين أفراد المجتمع.

ورث الرومان تلك الحضارات الوثنيه و رغم أنهم عاصروا بداية نهوض المسيحيه و استمرار احتقار الديانة اليهوديه تعايشوا مع هذا الإرث و حورره لخدمة مجتمعهم هندسياً و معمارياً تاره و أخلاقياً تارةً أخرى، و في ظل كتابين سماويين مشهورين في منطقة حوض المتوسط أصبح لدى الانسان مرجعاً أخلاقياً متيناً يدين به و يلتزم به من أراد، لكن الدين لم يرتبط سياسياً بالرومان إلا بعد انهيار الامبراطورية الرومانيه و انقسامها إلى قسمين. 


         
                      قسطنطين الأول
         أول إمبراطور روماني اعترف بالمسيحيه
                          و دان بها 

واجهت البشريه سقطةً مدوّيه في الغرب بعد سقوط الرومان، في ظل العصور المظلمة المتأخره عرف البشر أنه حتى و إن كان لديهم سلطةٌ دينيه تحمي أخلاقهم فمن الممكن أن تستأثر بمصالحها و تضرب بكل المفاهيم النبيله التي أتت بها عرض الحائط. 
فقد كانت معارضتك لتأخذ أدنى حقوقك البشريه المنطقيه كافيةً جداً لرميك بتهمة الزندقه و الكفر و تحريض العامه، لتكون العقوبه قاسيه في النهايه.

                 
            رسم تخيلي لأحد محاكم التفتيش 
     الأوروبيه في العصور الوسطى و ما صاحبها
                        من إباده بشريه

في الوقت نفسه كانت الأوضاع في الشرق العربي مزدهرةٌ جداً نزل القرآن و أسس نبينا صلى الله عليه و سلم حضارةً راقيةً جداً. عرف فيها الانسان للمرة الأولى أن المساواة في الفرص واجبةٌ لاستمرار حياة الفرد، و أنه لا توجد فروقٌ معنويةٌ مفتَعَله تفضّل عرقاً على آخر و لا مجموعةً على أخرى و لا جنساً على جنس، جاء ذلك كله في وثيقة المدينه التي كانت أول معاهدةٍ في التاريخ الاسلامي بين الحاكم و بين شعبه متعدد الأعراق و النِٓحَل

 حتى و إن اختلفت الديانات فمازالت حياة الفرد و فرصه في الحياة الرغده مضمونه. انتهى العصر الذهبي لحضارة الاسلام الراقيه عاش البشر من جديد دوامة التفرقه و الاستئثار بفرص الحياه من قبل السلطات السياسيه المنغمسه في الملذات.


      إحدى مقولات أبي جعفر المنصور الذي كان
        يظن أن لديه تفويضاً إلهياً للتحكم بأرزاق 
                    العباد و معاقبتهم

بعد تذبذب الحضارة الاسلاميه بدأ البشر يتطلعون إلى التنوير القادم إليهم من الغرب تلك الفتره التي شهدت تفعيلاً للمفاهيم العلميه و الانسانية النبيله على أرض الواقع. رغم أن بعضها أُصِّل له من قِبَل علماءٍ مسلمين إلا أنها لم تُطبَّق و يُستَفاد منها فعلاً إلا فيما بعد.

ففلسفة ابن رشدٍ مثلاً و دراساته الاجتماعيه وجدت طريقها إلى المحرقه قبل اعطاء الناس فرصةً لدراستها و رُميَ صاحبنا الأخير في النهايه بالزندقه. و كذلك الحال لابن خلدون و ابن حيان الذي واجهوا المتاعب من قِبَل بعض معاصريهم من الفقهاء.

تلقف دارسي الغرب في الأندلس هذه الأعمال و نشروها ثم وضعوا بصماتهم في فلسفة الأخلاقيات و حاولوا تطبيق هذه الإضافات على أرض الواقع ببعض المبالغه أحياناً. ففي القرن السابع عشر مثلاً وُضِعت بعض القوانين التي تنظم حتى آداب الحرب فضابط الصف لا يُقتَل و الأسرى أيضاً لا يُقتَلون أيضاً.
أثناء ثورة فرنسا كان للمرأه دورٌ هامٌ جداً عرفته و استوعبته السلطه لكن هذا الدور لم يُستغَل الا بعد أن هدأت الامور و وصلت الثوره إلى مستويات النضج. 

         اجتياح الفرنسيات لقصر فرساي إبان
    الثورة الفرنسيه إثر الجوع و كان عددهن يقارب
                       ٦٠٠٠ امرأه

جائت بعد ذلك في السنوات اللاحقه لحربين عالميتين العديد من التشريعات التي تضمن الحقوق و الحريات لأي فردٍ كان أياً كان جنسه.

صحيح انها اصطدمت في مرحلةٍ ما بأفكارٍ معلَّبه في شتى بقاع الأرض لكنها في النهايه خرجت الى النور على شكل معاهداتٍ و اتفاقات وقعت عليها الدول و تراقب تنفيذها بعض الجهات.

لا أقول أننا نعيش في عصرٍ ذهبي لسن الأخلاق و الحقوق لكن أصبحت حياة الانسان الأول القائمة على النهب و السرقه و الاضطهاد حياةً أكثر تحضراً في بعض البقاع و لا ننكر وجود تلك الطبيعه في بقاعٍ أخرى، بل إن تصرفات الانسان البربريه قد تكون مدعومةً من الحكومات و الكيانات في بعض البقاع.  

أعتقد أن البشر يتصرفون بشكلٍ متشابه بغض النظر عن إرثهم الديني أو ما يؤمنون به. هم جنسٌ ذكي قابلٌ للتعلم، يقوم تعلمهم على الإرث و التناقل من الأمم السابقه لكن اذا ارتبط هذا النقل بالوعي و بالعقل الخالي من القيود أسس حضارةً عريقه.
في معرض نقاشنا هذا قد تكون هذه الحضاره أخلاقيه و قد تكون في أي جانبٍ آخر. 

لكن أسوأ مافي الأمر، هو طغيان تلك القيود و تسببها بتزمّتٍ شديد تجاه المنقول و الموروث فتتمسك به عقول الناس حتى و إن كان هذا الموروث يغص بالمخالفات المنطقيه أو لا يناسب الزمان الذي يعاصرونه. 

الإنسان قد يُفتَن بفكرةٍ قديمه نُقِلت إليه، قد تكون مرفوضةً تماماً في وقتٍ مضى لكنه قد يرى فيها مالا يرى غيره. فيسعى إلى تطبيقها و قد يحولها إذا امتلك السلطه إلى قوانين قد تتسبب فيما بعد في تقييده فإن تغيرت الأوضاع يسعى هرباً بسلامته لأن يطوِّع التغيرات لصالحه إما بالقوه أو بالحيله. 

قد ينجح أحياناً لكن ليس دائماً، فالحياةُ كما قال أوشو: "نهرٌ جارٍ" لا تستمر على حال فدوام الحال من المحال.